..حوار الانسان والقلب ..
الانسان.. أنت أيتهاالمضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريب ليتني أفهمك أو أعرف سرك .!!
القلب .. أي سر أيها الانسان .. آه .. أي سرٍ هذا الذي تتحدث عنه فما أنا بصاحب أسرار.!
الانسان..أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار . !!
القلب .. نعم . قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك بعد إرادة الله عز وجل ولكن اعلم يقيناً أنني لست الملوم الوحيد
في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك .!
الانسان .. كفاك مراء وهراء يا قلبي إنك بلا شك قلب فاسد جداً. لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك وأرق
أما تخاف الله عز
وجل أما تخشاه .. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني .!!
القلب .. اسمع أنت أراك قد أكثرت على اللوم وبدأت تناهر .. رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن .!
الانسان .. دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك إلى الله
هو يفصل بيننا . !!
القلب .. عجباً لك إنك أناني تحاول دائماً تبرئة نفسك وتلقي اللوم والذنب على غيرك وكأنك لم تعمل شيئاً . لذلك فأنت تقاطعني
في الكلامي .!
الانسان .. أقاطعك ، وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه .!!
القلب .. يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثر بسرعة وقد برأت نفسك وجعلتني المتهم الأول والأخير إنك تحاول مخادعة نفسك .
الانسان.. أيها القلب . كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك .!!
القلب .. أنت تفهمني ؟! أو مثلك يفهم ؟!
الانسان .. أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا .!!
القلب .. معاك لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول . !
الانسان.. عجباً من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيدك قسوة وغفلة وإعراضاً .!!
القلب.. والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك . !
الانسان.. هراء .. أنا أجبرتك لتكون قاسياً .!!
القلب .. أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة عين .
أنت الذي تسير بي إلى ما حرم الله . إن سرتِ سرت معك . لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح . !!
الانسان .. يهتز صوته . نعم ..آ .. آ.. ولكن ..!!
القلب .. ولكن ماذا .. أ لديك ما تقول ؟! مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى . !
الانسان..تمهل أيها القلب !!
القلب .. أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت .. أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت
المعاصي
توجعني . أخبرني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهب هل حاولت استحضاري معك ؟!
أم أنك أهملتني وركلتني بكلتي قدميك .. تقرأئ القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك
في البحث عني .. وحتماً ستجدني قريب منك جداً ولكنك قد غفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامى عنه ؟!!
الانسان .. أجل .. آ.. آ ولكنك !!.
القلب .. ولكنني ماذا ، ألا أزال لديك ما تقوله .. قل لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟
هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟
هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ،أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك
بهيمة في مسلاخ بشر ناسيا أو متناسيا أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .!!
الانسان .. رويدك أيها القلب (( بصوت متزعزع ))
القلب .. ولماذا لم تتمهل أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ كالسيل الجارف أو البرق الخاطف .. ولم تنتظر
مني الرد أو تسمع مني إجابة . إنك حقاً متعجرف عجول تفكر في نفسك دائماً . ثم اعلم أنك لم تحاول أن تعلقني
بربي عز وجل .. بل تعلقني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة
وتغلظ على الغشاوة ، ركضت وراء الدنيا متجاهل صراخي وآهاتي وأنيني
غفلت عن ذكر الله عز وجل فعشت فيوحشة وغربة.
وبعد كل ذلك تقول رويدك !!