أثبت الروسي رومان إبراموفيتش أنه مجرد مشجع كرة قدم يدير نادي أكبر من إمكانياته بعد قراره الأخير بإقالة الإيطالي روبيرتو دي ماتيو الذي حقق ما لم يقدر عليه 6 مدربين قادوا الفريق اللندني على مدار 8 سنوات منذ أن اشتري الملياردير الروسي الفريق عام 2003.
وقام إبراموفيتش بإهدار الكثير من المال خلال الفترة الماضية من اجل تحقيق بطولات مزيفة لا يمكن أن تعد انجاز نظرا لتحقيق خسائر كبيرة من الناحية المادية لمدة 7 سنوات متتالية، كان الفريق يعتمد فيها فقط على شراء اللاعبين الكبار ومنحهم أكبر الرواتب.
دي ماتيو الذي لعب للفريق اللندني عمل في الجهاز الفني للفريق الأسبق الذي قاده البرتغالي أندريه فيلاس – بواس، قبل أن يتولي تدريب الفريق بشكل مؤقت بعد سوء نتائج المدرب الشاب غير أن الإيطالي استطاع أن يثبت ذاته وحقق مع الفريق بطولتي كأس الاتحاد الانجليزي وأدخل دوري أبطال أوروبا إلي دولاب بطولات النادي لأول مرة في التاريخ.
واستطاع دي ماتيو هذا الموسم أن يقود الفريق خلال 12 جولة من الدوري الانجليزي لم يخسر منهم سوي مباراتين ووكان الفريق يقع في المركز الثالث بجدول الترتيب بفارق 4 نقاط عن مان يونايتد المتصدر للبطولة، خلال تلك الفترة.
ورغم أن النادي قد دخل في النفق المظلم على المستوي الأوروبي بعد الخسارة من يوفنتوس إذ أصبح رصيده من النقاط سبعة في المركز الثالث بالمجموعة ويحتاج إلي الفوز في أخر مبارياته وانتهاء لقاء شاختار أمام يوفنتوس بفوز الأول, إلا أن هذا كان المبرر الوحيد الذي استغله رئيس النادي من أجل مواصلة عادته في الخروج عن النص وإقالة المديرين الفنيين بشكل دائم في وسط الموسم، كما فعلها الموسم الماضي.
تجربة إقالة الأجهزة الفنية في منتصف الموسم أثبتت فشلها حول العالم، إذا أن أفضل الأندية هي التي تعتمد على جهاز فني لفترات طويلة، وأكبر مثال على ذلك ما حققه مانشستر يونايتد تحت قيادة المدير الفني الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون، إذا قاد الفريق على مدار 26 من جعله فريق متوسط المستوي إلي الفريق صاحب أكبر عدد مرات للتتويج بالدوري الانكليزي.
ونموذج الفشل الإدارة يتمثل في عالمنا العربي الذي اعتاد إقالة الأجهزة الفنية حسب الأهواء فلم يكون كإدارة أرسنال على سبيل المثال الذي تلقي هزيمة قاسية بثمانية أهداف مقابل هدفين في الموسم الماضي، بخلاف غياب عن البطولات منذ 7 سنوات ولم نجد من يخرج بتصريح يتحدث عن منح فرصة جديدة أو إعطاء الثقة مثل ما يحدث في تشيلسي على طريقته العربية.
وقام الحاكم بأمره في النادي اللندي بتعين المدير الفني الأسباني رافائيل بينيتيز بشكل مؤقت على أمل أن يتحقق حلمه في التعادق مع بيب غوارديولا المدير الفني السابق لنادي برشلونة الذي يتفاوض معه من أجل التوقيع له منذ يونيو الماضي.
بينيتيز الذي قدم مشوار جيد مع ليفربول في العقد الماضي عاد من أجل انعاش أماله في مواصلة العمل على الرغم من أنه على علم تام برفض الجمهور وله وأنه حتى لن يكون له وجود طويل داخل الفريق, فماذا يمكن أن يحدث إذا ما حقق رافا انجازات طيبة مع البلوز؟!